جوزيه .. حالة برتغالية في قلوب المصريين

تتفق أو تختلف معه في تصرفاته خلال مباريات فريقه الأهلي المصري لكن لا يمكن أن تختلف حول فنياته الكبيرة.. إنه مانويل جوزيه المدير الفني البرتغالي للنادي الأهلي.

جوزيه صاحب أكبر انجازات في تاريخ الأهلي المصري، والذي أصبح أسطورة بين جماهير "الشياطين الحمر العرب"، لإنجازاته المتتالية مع الفريق على المستوى المحلي والأفريقي والحصول على المركز الثالث في بطولة أندية العالم باليابان الموسم قبل الماضي.

يبدو أن المحبة الجارفة التي يحظى بها هذا الرجل بين جماهير الأهلي ذات الأغلبية المطلقة في مصر، قد تمتد إن لم تكن قد امتدت بالفعل لجموع المصريين منذ كشفت الصحافة المصرية عن قيام جوزيه بالتبرع لمعهد السرطان بالقاهرة بجهاز خاص للمرضى قيمته 68 ألف يورو، فور علمه بحاجة المرضى للجهاز عن طريق الطبيب شريف أبو النجا مدير المعهد.

وقد يردد البعض مقولة إن الرجل صاحب أعلى دخل بين المدربين بمن فيهم المدير الفني للمنتخب حسن شحاتة، فيكون الرد :"إنه ليس ملزماً بفعل ذلك".

جوزيه بهذا العمل الاجتماعي ضرب مثالاً في كيفية تسخير الرياضيين لجهودهم، من أجل المجتمعات التي يعملون بها، كما أن العمل ذاته يعبر عن تحية وتقدير ضمنياً منه للجماهير التي تسانده على طول الخط، حتى بات يقول في كل مؤتمراته الصحفية "إنني أصبحت أهلاوياً مثل جماهير الأهلي وربما أكثر".

وعَكَسّ الموقف ذاته، رد فعل كبير لدى منتقديه من كبار الإعلاميين في مصر الذين أثنوا على ما قام به، علماً أنه دائماً ما يهاجم بعض رجال الصحافة لأسباب متعددة، لكن جماهير الأهلي تسانده في تلك المواقف بشدة.

ويدعونا هذا الموقف للتساؤل: ألم يكن حرياً بالعديد من الرياضيين المصريين القيام بعمل على هذا المنوال؟! علماً أن هناك بعض اللاعبين بالفعل يقومون بأعمال خيرية في السر، لكن إعلان مثل هذه الأعمال من قبل الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى يحفز الجميع للمبادرة بتقديم الدعم المالي للمؤسسات الاجتماعية وللمحتاجين من الفقراء والمرضى.. خاصة أصحاب البطولات.